اقوال أبو القاسم الشابي
أبو القاسم الشابي شاعر تونسي شهير ولد في مطلع القرن العشرين، ولد في ولاية توزر بقرية الشابية، كان والده قاضي كثير التنقل بين الولايات والمدن، مصطحباً معه اسرته ،وكان مشهود له بالصلاح والتقى فكانت تحركاته بين المسجد والمحكمة والمنزل، وكان الاخ الاكبر لابو قاسم يدعى محمد الامين والذي ولي فيما بعد منصب وزير التعليم في اول حكومة بعد الاستقلال كان ابو قاسم الشابي طفل مريض منذ ولادته
فكثيراً ما كان الاطباء يحذرونه من اللعب مع الاطفاال او بذل مجهود كبير والامتناع نهائياً عن ممارسة أي رياضة وهذا ما زاد من حزنه وكآبته مما زاد من تدهور حالته الصحية، وبحكم العادات والتقاليد اراد ابوه ان يزوجه ،وعندما سأل الطبيب سمح له بالزواج على غير المفروض ،حيث ان حالته الصحية بسبب مرضة بالقلب كانت لا تسمح له بالقيام باي مجهود بالرغم من العمر القصير الذي عاشه ابو قاسم الشابي
الا انه قدم العديد من الاعمال الشعرية المميزة التي اتسمت بعذوبتها وسلاسة كلماتها ،وهذا ما جعلها مستمرة وحاضرة الى ازمان عديدة ،بل وتغنى بها العديد من المطربيين العظام مثل السيدة فيروز اللبنانية والتي تغنت بقصيدة (الراعي)، وفنان العرب محمد عبده غنى قصيدة(عذبةٌ أنت)، كما انه نظم قصيدة (إرادة الحياة) والتي تحولت فيما بعد الى النشيد الوطني التونسي،وقد توفي على أثر ازمة قلبية حادة عام 1934عن عمر 25 عاماً.
اقوال أبو القاسم الشابي
ارقصْ على الوَرِد والأشواكِ متَّئِداً .. غنَّتْ لكَ الطَّيرُ، أو غنَّت لكَ الرُّجُمُ.
أصبر على الهوان من كلب
قلبي تردى من على صهات *** خيل الهوى ، فغدى أسير فتاة
صل يا قلبي إلى الله ، فإن الموت آت
صل فالنازع لا تبقى له غير الصلاة
اتخشى نشيد السماء الجميل, اترهب نور الفضاء في ضحاه, الا انهض وسر في سبيل الحياة .. فمن نام لم تنتظره الحياة.
ليت لي قوة العواصف يا شعبي فألقي إليك ثورة نفي ليت لي قوة الأعاصير إن ضجت فأدعوك للحياة بنفسي
أراك فتحلو لدي الحياة .. ويملأ نفسي صباح الأمل , وتنمو بصدري ورود عِذاب .. وتحنو على قلبي المشتعل.
خذ الحياة كما جاءتك مبتسماً .. في كفها الغار أو في كفها العدم.
أشعُرُ الآنَ أنّي غريبٌ في هذا الوجود، وأنني ما أزدادُ يوما في هذا العالم إلا وأزدادُ غُربةً بين أبناء الحياةِ وشعورًا بمعاني هاته الغربة الأليمة ، غربةُ من يطوف مجاهلَ الأرض، ويجوب أقاصي المجهول، ثم يأتي يتحدث إلى قومه عن رحلاته البعيدة فلا يجد واحدًا منهم يفهَمُ من لغةِ نفسه ، غربةُ الشاعر الذي استيقظ قلبه في أسحار الحياة حينما تضجع قلوبُ البشر على أسرِةِ النوم الناعمة، فإذا جاء الصباح وحدَّثهم عن مخاوف الليل وأهوال الظلام، وحدثهم في أناشيده عن خلجات النجوم ورفرفة الأحلام الراقصة بين التلال، لم يجد من يفهم لغة قلبه، ولا من يفقه أغاني روحه ، الآن أدركت أنني غريبٌ بين أبناء بلادي.
الويل للحساس في دنياهم .. ماذا يلاقي من أسى وعذاب.
يا قلب لا تقنع بشوك اليأس من بين الزهور فوراء أوجاع الحياة عذوبة الأمل الجسور.
أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر وأعلن في الكون أن الطموح لهيب الحياة وروح الظفر.
ارقصْ على الوَرِد والأشواكِ متَّئِداً .. غنَّتْ لكَ الطَّيرُ، أو غنَّت لكَ الرُّجُمُ.
أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْنَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي .. فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي .. لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي: مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاء ِ؟
ان الطبيب بطبه و دوائه لا يستطيع دفع مكروه أتى .. ما للطبيب يموت بالداء الذي قد كان يشفي منه فيما قد مضى .. ذهب المداوي و المداوى و الذي جلب الدواء و باعه ومن اشترى.
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ … تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
هو الكون حي يحب الحياة … ويحتقر الميت المندثر
لا يطفئ اللهب المؤجج في دمي موج الاسى وعواصف الارزاء .. فاهدم فؤادي ما استطعت فانه سيكون مثل الصخرة الصماء .. لا يعرف الشكوى الذليلة ولا البكا وضراعة الأطفال والضعفاء .. ويعيش جبارا يحدق دائما بالفجر الجميل النائي .. ساظل امشي رغم ذلك عازفا قيثارتي مترنما بغنائي
خلقت طليقا كطيف النسيم .. وحرا كنور الضحى في سماه , ألا انهض وسِر في سبيل الحياة .. فمن نام لم تنتظره الحياة.
عجبا لي! أود أن أفهم الكون ونفسي لم تستطع فهم نفسي.